لا ريب أنَّ تخصص الطب البشري يعدّ اليوم من التخصصات الدراسية العليا، نظراً للمهام الجليلة التي يضطلع بها الطبيب.. وقد تجلت أهمية العاملين في القطاعات الطبية المتنوعة، خلال الظروف الصحية العالمية مؤخراً، فكان الأطباء هم جنود الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة!
وبالإضافة إلى مّا تمنحه هذه المهنة الإنسانية لصاحبها من مكانةً اجتماعيةً مرموقةً، فإنها بعد صقل خبراته تتيح له بيئة عمل جيدة، مع دخل ممتاز نسبياً، وحياة ذات رفاهية أكبر.
خلال السنوات الأخيرة، اجتهدت تركيا لتطوير تجربتها في التعليم والتأهيل الطبي؛ فركزت جهودها على بناء بنية تحتية قوية من الكليات الطبية، والمستشفيات التخصصية في مختلف المدن التركية..
فضلاً عن تزويدها بأحدث المعدات والأجهزة الطبية، مع برامج تدريبية وتأهيلية في شتى التخصصات الدقيقة، لتأهيل الطلاب والأطباء والفنيين وسائر العاملين في القطاعات الصحية.
وذلك بالتوازي مع خطط طموحة رائدة، لدعم وتعزيز أنشطة البحث العلمي والطبي، ومواكبة كل جديد عالمياً لأحدث الدراسات والتطبيقات الطبية الرائدة.
بوسع الطبيب الدارس في إحدى كليات الطب بتركيا، الخوض ضمن العديد من المجالات العملية الهامة..
فبعد أن ينهي طالب الطب دراسته كليات الطب بتركي في التخصص، وبناءً على الخبرة المكونة لديه خلال فترة التدريب العملي، والتأهيل الذي يتلقّاه في المستشفيات الجامعية، وسنيِّ خبراته التي يكتسبها؛ تتنوع أمامه فرص العمل في قطاعات كثيرة، ومن أهمها ما يلي:
إن دراسة الطب في تركيا تمر بمراحل متعدّدة، حيث تبدأ عادة بسنة تحضيرية لإتقان لغة أجنبية، مثل دراسة الطب باللغة التركية، أو دراسة الطب باللغة الإنجليزية في تركيا.
وقد يستثنى منها الحاصلون على شهادات رسمية، بمعدلات عالية لإتقان اللغات الأجنبية، مثل شهادة تومر للغة التركية، وشهادة توفل للغة الإنكليزية.
ثم يشرع طلاب الطب عادة بدراسة عموميات العلوم في السنة الأولى، ثم أسس ومقدمات كل تخصص طبي في السنوات التالية، إلى أن يتخرج الطالب طبيباً متخصصاً في تخصص طبي عريق.. ومن أشهر التخصصات الطبية في تركيا:
وقد يدرس الطبيب تخصصات أكثر دقة بعد هذه التخصصات الكبرى، مثل التخصص الدقيق في علم الأجنة، وطب الأوبئة والجموع وغيرها كثير من عشرات التخصصات الطبية الدقيقة.
تختلف المواد المقررة لطلاّب الطب البشري في تركيا باختلاف الجامعات، لكنها تدور عموماً في فلك عدد من المقررات النظرية والعملية..
يبلغ عدد سنوات دراسة تخصص الطب البشري في تركيا 6 سنوات غالباً، وقد تزيد بزيادة السنة التحضيرية لإتقان اللغة كما أسلفنا، أو للتخصص الدقيق ومزيد من التمرين في المستشفيات العامة والجامعية.
وفيما يلي بيان بأهم المواد والمقررات والتطبيقات التي تمر على طالب الطب البشري في تركيا خلال دراسته الجامعية..
حيث يتم تدريس المواد المذكورة آنفاً خلال السنوات الثلاث الأولى من دراسة الطب البشري في الجامعات التركية عادةً..
ثم يجري بعد ذلك التركيز على الجانب العملي والتدريب والتأهيل في السنوات اللاحقة، والتي تدعى المرحلة الإكلينيكية في الطب، أي التي يغلب فيها الجانب العملي على الجانب النظري.
ومن أهم دروسها وتطبيقاتها، تخصصات الطب البشري في تركيا التي سبق ذكرها ضمن فقرة سابقة أعلاه.
أما السنة السادسة فهي سنة كاملة يقضيها الطبيب الحديث مقيماً في المستشفى، مواظباً على التدريب السريري لمختلف الحالات المرضية..
وذلك بهدف تدريب الطبيب على الاستقلالية في العمل والقدرة على اتخاذ القرار. ويسمى هذا التدريب الطبي العملي في تركيا باسم ستاج STAJ.
لكل جامعة في تركيا شروطها الخاصة، بحسب تصنيفها والدرجة العلمية التي ستمنحها، لكن على العموم فإن الجامعات الحكومية التركية تشترط اجتياز اختبار قدرات إضافي، مثل اختبار يوس YOS أو سات SAT أو جيمات GMAT.
فضلاً عن وجود شهادة الثانوية العامة بمعدل يتراوح بين 90% إلى 95% بحسب الجامعة.
أما دراسـة الـطب البشري في الجامعات التركية الخاصة، فإنها لا تشترط امتحان قدرات، إذ يكفي وجود شهادة ثانوية عامة بمعدل 70% فأكثر.
وفي جميع الأحوال، لابد من تلبية شرط إتقان اللغة الأجنبية، بإثبات اجتياز اختبار تومر للغة التركية، أو توفل للغة الإنكليزية، أو الخضوع لسنة تمهيدية بدلاً عن ذلك.
كما سبق وأوضحنا، فإن دراسة الطـب في تركيا تعدّ دراسة متقدمة ومعترفاً بها عالمياً، أما عن سلبياتها فهي محصورة بصعوبة دراسة الطـب في تركيا مجانا بشكل كامل، للطلاب ذوي الدخل المحدود، ما عدا الطلاب المقبولين في المنحة التركية..
فحتى الجامعات الحكومية لها رسوم سنوية، في حين أن شروط القبول فيها غير متيسرة للجميع، من حيث المعدلات العالية المطلوبة، واختبارات القدرات واللغات المطلوبة، وحصة الطلاب الأجانب من مقاعد القبول.